أيها الصادقون لقد صدقتم ووفيتم

الجزء الثاني
كانوا على الموعد لم يتخلفوا لحظة لم يختلقوا كما هي عادتنا الأعذار... خرجُوا في وَضَحِ النهارالحرية أو الموت لهم وحدهم كان الخيار
قُلوبهم كَمَا العصافيرُ تهفُو إلى جوِّ السمَاءأرواحهم تشدُو أنشودةَ الوطن ؛ كل ما يملكونه صوت ...مجرَّد صوتٍ لا حولَ لَهُ ولا قوة

!!!نادى المنادي أسكتُوه

لماذا يا أيُّها السلطان؟

يُزعجني خصوصًا عندما يأتيني في المنام

إذن لا تنام!وكيف تنام؟ومَن إذن يحرس الأوطان؟

هذا ليس شأنك فقط عليك إسكات تلك الأصوات ، لم أعُدْ أحتملها

لا نستطيع سيدي السلطان فهي قادمة من كُلِّ مكان في الأرضِ نَسمعُها ويتردد صداها في السماء

هذا هُراء... هذا هُراءأسكتُوا الصوت اقتلوا الشهداء؟
قتلناهم مولاي

اقتلوهم ثانيةً! فإنهم أزعجوني أمواتًا وأحياءكيف ينادون بالإسلام حَلاًّ وماذا أفعل بالحلولِ الأُخرَى هل تناسوا أني وكيلاً لكلِّ الجنسيات والأديان والملاّت هذا الشعار هُلامي وفيه على الحريةِ افتئات ونحن لسنا فئة واحدة بل نحن جميع الفئات

ويبقى الإسلام هو الحل

انزعوا هذا الشعار

مزقوا اليافطات

واطمسوا المعلقات والرايات

فعلنا يا مولانا لكنَّ الشعارَ لايزالُ باقيًا والناسُ يُصفقونَ لَهُ يرددونه وله يُصوتون

وماذا أنتم فَاعِلُون؟ هل ستسكتُون؟

أرسلوا في المدائنِ حاشرين واجمعوا كيدَ الإعلاميين وكيد مَن دخلوا الانتخابات وخرجوا منها خاسرين

اجتمعوا صفًّا وسنكافئ المصفقين

فعلنا كُلَّ ذلكَ يا مولانا

وماذا كانت النتيجة؟

زادتْ أعدادُ المصوتين وارتفعتْ أرقامُ الخاسرين

سقطت الرموز يا مولانا وانضوت النجومُ

يا سيدي ليسَ لنا بعد اليومِ آمال!!!

ماذا تقولون؟! هل ستتركونني وترحلون ؟؟؟

لا يا سيدي إننا جميعًا راحلون

فالأحياء يلعنون فسادنا

والأموات سيقتصون يومًا من دمائنا

والتاريخ حتمًا لنْ يشفعَ لنا

أيُّهَا الإخوان أبشروا

فدماؤكم جرت في عروق مصر بأسرها

وحرَّكت الهواء في أرجائها

وأعادت الحياةَ إلى قُلوبنا

دماؤكم دينٌ في عروقنا

وستنصفكم مصر يومًا ما

ربما اليوم أو غدًا أو عبر تاريخها

أيُّهَا الرجال لقدْ صدقتم ووفيتم فهنيئًا لكم ما نلتم

ما ضرَّكم أنْ زُوِّرت أصواتكم بعد أن قدمت لله أرواحكم

هنيئًا لكم... هنيئًا لكم

وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ
مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء

يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

يتبع بالجزء الثالث باذنه تعالى

والسلام مسك الختام